29‏/3‏/2011

في مثل هذا اليوم 29 مارس من سنة 1984 ولد محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية



طارق الطيب محمد البوعزيزي (29 مارس 1984 - 4 جانفي 2011) - (و يكنى ببسبوسة) هو شاب تونسي من عائلة تتكون من تسعة أفراد أحدهم معاق. كان والده عاملا في ليبيا وتوفي عندما كان يبلغ محمد من العمر ثلاث سنوات. تزوجت بعدها والدته من عمه. تلقى محمد تعليمه في
مدرسة مكونة من غرفة واحدة في قرية سيدي صالح. واضطر لأن يعمل منذ العاشرة من عمره لأن عمه كان مريضاً ولا يستطيع العمل. وبعدها ترك المدرسة حتى يستطيع العمل لساعات أطول. تذكر عدة مصادر أنه يحمل شهادة جامعية و لكن أخته سامية قالت أنه لم ينه دراسته الثانوية ولكن كان هذا مراده وكان يشجع أخواته على إكمال دراستهن. تقول والدة محمد أنه حاول التقدم للجيش و لكنه لم يوفق و تقدّم لعدة وظائف أخرى دون أن يوفق بها أيضاً. كان محمد يعيل عائلته و يقبض حوالي 140$ شهرياً أغلبها من بيع الخضار والفاكهة في شوارع سيدي بوزيد. تقول أخته سامية أنه كان ينوي شراء عربة لتساعده في عمله .
الشرارة التي أشعلت الثورات في ديار العرب
قبل ليلة من إشعال بائع الفاكهة المتجول محمد البوعزيزي النار التي قتلته حرقا ووصلت شرارتها مشارق العالم العربي ومغاربه، قال لأمه: "إن غدا ليوم حسن". وأضاف أن البرتقال والتمر والتفاح الذي بحوزته كان من أفضل ما رأت عيناه وأنه سوف يبيعها في اليوم التالي ويشتري لها بعض الهدايا.لسنين عديدة، كان البوعزيزي يحدث أمه عن الفساد الذي يسود سوق الفاكهة، حيث يعتبرها رجال الشرطة مرتعًا لهم فيأخذون منها أكياس الفواكه بدون ثمن ولا حتى إيماءة شكر، ويستمتعون بإذلال الباعة والسخرية منهم، بل يمعنون في إهانتهم بإجبارهم على حمل الفواكه التي أخذوها غصبًا إلى سياراتهم.قبل بزوغ فجر يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 دفع البوعزيزي عربته في الأزقة محاولا شق طريقه إلى سوق الفاكهة. اعترضه عناصر من الشرطة وحاولوا مصادرة بضاعته. عم البوعزيزي رأى الواقعة فهرع لنجدة ابن أخيه وحاول إقناع عناصر الشرطة بأن يدعوا الرجل يكمل طريقه إلى السوق طلبا للرزق. ثم ذهب العم إلى مأمور الشرطة وطلب مساعدته، واستجاب المأمور وطلب من الشرطية فادية حمدي التي استوقفت البوعزيزي برفقة شرطيين آخرين أن تدعه وشأنه. الشرطية استجابت ولكنها استشاطت غضبا لاتصال عم البوعزيزي بالمأمور.
حنق وانتقام
ذهبت الشرطية فادية حمدي إلى السوق مرة أخرى في وقت لاحق, وبدأت مصادرة بضاعة البوعزيزي ووضعت أول سلة فاكهة في سيارتها وعندما شرعت في حمل السلة الثانية اعترضها البوعزيزي، فدفعته وضربته بهراوتها.ثم حاولت الشرطية أن تأخذ ميزان البوعزيزي، وحاول مرة أخرى منعها، عندها دفعته هي ورفيقاها فأوقعوه أرضًا وأخذوا الميزان. بعد ذلك قامت الشرطية بتوجيه صفعة للبوعزيزي على وجهه أمام حوالي 50 شاهدا.عندها عزّت على البوعزيزي نفسه وانفجر يبكي من شدة الخجل...وبحسب الباعة وباقي الشهود الذين كانوا في موقع الحدث، صاح البوعزيزي بالشرطية قائلا: "لماذا تفعلين هذا بي؟ أنا إنسان بسيط، لا أريد سوى أن أعمل".
الغليان
بعد الصفعة، ذهب البوعزيزي إلى بهو المدينة وطلب أن يلتقي بأحد المسؤولينقال له الموظف، كلا وطلب منه الذهاب إلى البيت وأن ينسى الموضوع. عاد إلى السوق وأخبر زملاءه الباعة بأنه سوف يُعلِم العالم كله عن الحيف الذي وقع عليه والفساد المستشري في النظام.قال أنه سيشعل النار في نفسه... الباعة في السوق قالوا: "كنا نظن أنه مجرد كلام".بعد ذلك، تناهت إلى سمع باعة السوق أصوات صراخ تتعالى من مكان قريب..محمد البوعزيزي، وبدون أن يقول أي شيء بعدما قاله لزملائه في السوق، وقف أمام مبنى البلدية وسكب على نفسه مخفف الأصباغ (ثنر) وأضرم النار في جسده.اشتعلت النيران، وأسرع الناس وأحضروا طفايات الحريق ولكنها كانت فارغةاتصلوا بالشرطة، لكن لم يأت أحد. ولم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة ونصف من إشعال البوعزيزي النار في نفسه.
عملية استعراضية
تقول والدة البوعزيزي أن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي زار ابنها في المستشفى وقام بعملية استعراضية عندما سلمها شيكًا بمبلغ 10 آلاف دينار تونسي (حوالي 7.2 آلاف دولار أميركي)، إلا أن الشيك صودر من يديها بعد اكتمال عملية التصوير. قالت الأم "لم أحصل على أي شيء من مبلغ الشيك".
كتب محمد البوعزيزي على الفيس بوك رسالة قبل أن يحرق نفسه قال فيها:
مسافر يا أمي، سامحيني، ما يفيد ملام، ضايع في طريق ماهو بإيديا، سامحيني إن كان عصيت كلام لأمي، لومي على الزمان ما تلومي عليّ، رايح من غير رجوعيزي ما بكيت و ما سالت من عيني دموع، ما عاد يفيد ملام على زمان غدّار في بلاد الناس، أنا عييت و مشى من بالي كل اللي راح، مسافر و نسأل زعمة السفر باش ينسّي ‎ محمد بوعزيزي.
مواقف حول حرق النفس
لاقت تصريحات مفتي تونس، التي ركزت على حكم الشرع في تحريم الانتحار دون أن تنوه إلى حكم الشرع في الفساد والظلم، استنكارا من عدد من العلماء والكتَّاب. في حين دعا الشيخ القرضاوي بالرحمة لهذا الشاب، وقد تم تفسير دعاء الشيخ القرضاوي له بالرحمة بأنها تحليل لما أقدم عليه، مما حدا بالشيخ إلى إصدار بيان يوضح فيه الأمر، ومن نصه: "إني أتضرع إلى الله تعالى وأبتهل إليه أن يعفو عن هذا الشاب ويغفر له، ويتجاوز عن فعلته التي خالف فيها الشرع الذي ينهى عن قتل النفس، كما قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء:29]، ودعوت الإخوة في تونس والمسلمين عامة: أن يدعوا الله معي، ويشفعوا عنده لهذا الشاب الذي كان في حالة ثورة وغليان نفسي، لا يملك فيها نفسه وحرية إرادته، فهو أشبه بحالة الإغلاق التي لا يقع فيها الطلاق، "لا طلاق في إغلاق"". رواه أحمد). كما دعا المستشار محمود الخضيري المواطنين بالموت في المظاهرات وليس بالانتحار، في دعوة منه للمطالبة بالحقوق من خلال التظاهر وليس بإحراق النفس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...