فرضت وزارة الداخلية التونسية، مساء الثلاثاء، حظرًا للتجول في العاصمة وعدة ولايات من التاسعة مساء حتى الخامسة صباحًا عقب أعمال شغب، واشتباكات بين سلفيين والشرطة بسبب معرض فني، وصف بأنه «يهين الإسلام».
ويبدأ الحظر من التاسعة ليل اليوم الثلاثاء وينتهي في الخامسة من صباح الأربعاء وسيطبق في العاصمة وفي ولايات بن عروس، وأريانة، ومنوبة، ومدن سوسة، والمنستير، وجندوبة، وبن قردان، وأبلغ وزير الداخلية علي العريض البرلمان في وقت سابق اليوم بأنه يتوقع استمرار العنف في الأيام القادمة.
كانت اشتباكات قد اندلعت في تونس في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء بين مئات من السلفيين الذين أغضبهم معرض فني يعتقدون أنه يهين المسلمين والشرطة، مما أثار توترًا دينيًا في تونس.
وقال شهود عيان إن المحتجين أغلقوا الشوارع وأشعلوا النار في إطارات سيارات في منطقتي التضامن، وسيدي حسين، في العاصمة، وقاموا برشق قوات الأمن بقنابل «المولوتوف» بعد محاولتها تفريقهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع، والرصاص في الهواء.
وأكد مسؤول بوزارة الداخلية للتليفزيون التونسي الرسمي أنه تم اعتقال 97 شخصًا خلال الاضطرابات، بينهم عشرات السلفيين وبعض «المجرمين».
وفي الصباح امتدت الاحتجاجات إلى عدد من الأحياء السكنية، وقام عدد من الشبان بمنع الترام من السير في حي الانطلاقة بالعاصمة التونسية، وظلت المتاجر مغلقة، وكانت هناك أدلة على وقوع عمليات نهب في بعض المناطق حيث حطمت واجهات بعض المتاجر.
تأتي الاشتباكات بعد يوم واحد من قيام مجموعة من السلفيين باقتحام معرض فني، في ضاحية «المرسى» الراقية، وتشويه أعمال يعتبرونها مسيئة، وكان العمل الذي تسبب في إثارة أكثر الغضب، وأحدث استقطابا بين التونسيين، هو عمل يكتب حروف لفظ «الله» مستخدمًا الحشرات.
وقال شاب عرف نفسه باسم علي، وخلع قميصه استعدادًا للدخول في مواجهات مع الشرطة في حي التضامن: «هؤلاء الفنانون يهاجمون الإسلام، وهذا ليس جديدًا.. الإسلام مستهدف، وما زاد من اشتعال الموقف سكوت الحكومة التي لم تتخذ أي قرار».
وقال حزب النهضة الإسلامي المعتدل الذي يرأس الحكومة التونسية، في بيان، قبل اندلاع الاحتجاجات إنه يدين ما وصفه بـ«الاستفزازات والإهانات الموجهة إلى الدين» لكنه حث أتباعه على أن يعبروا عن رأيهم «بشكل سلمي».
وجاءت هذه الاشتباكات بعد يوم من دعوة أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، التونسيين إلى الدفاع عن الشريعة الإسلامية من حزب النهضة الإسلامي المعتدل، الذي فاز في انتخابات أكتوبر الماضي، وقال إنه لن يسعى إلى فرض الشريعة في الدستور الذي تجري صياغته حاليا.
وقال الظواهري في تسجيل صوتي نسب إليه وبثته مواقع إسلامية على الإنترنت إن «حزب النهضة الذي يرأس الحكومة في ائتلاف مع جماعتين علمانيتين خدع نفسه والدين».
وعلى الرغم من ضغط زعماء السلفيين التونسيين لقيام الإسلام بدور أكبر فقد قالوا في الأسابيع الأخيرة إنهم سيفعلون ذلك سلميا دون استخدام القوة، ولا يعتزمون الصدام مع «النهضة»، ولكن سلفيين كثيرين قالوا إنهم سيضعون حدًا للأعمال التي يعتقدون أنها «تهين المسلمين وتقوض الدين، ويقول علمانيون إن السلفيين غير مستعدين للتسامح مع وجهات نظر مغايرة وسيسعون إلى خنق حرية التعبير في تونس».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق