حالة من الدهشة أصابت سكان قرية الملعب مركز بلقاس بالدقهلية، عندما خرجت عليهم بعد سنوات من العذاب عاشتها ثلاث شقيقات ( هبة وسعدية وبوسى)، يحملن فى داخلهن جينات الذكورة، وهن أمام المجتمع فتيات مكتملات الأنوثة ويخفونها بحجاب يزين رؤوسهن، إلا أن سرهن ظل حبيسا حتى يوم الجمعة الماضية،
عندما قامت سعدية (17 سنة بالصف الثالث بالمعهد الفنى الثانوى للتمريض ببلقاس)، بقص شعرها وارتدت ثياب الشباب ووقفت أمام أهالى قريتها، لتعلن أنها من اليوم اسمها محمد، وشقيقتها الكبرى هبة (23 سنةـ حاصلة على بكالوريوس العلوم جامعة الأزهر دفعة 2010) أصبح اسمها أحمد، بينما رفضت بوسى اختيار اسم لها ولا تزال متمسكة بأنوثتها.
كان رد الفعل قويا بين أهالى القرية، ورحبوا بهم وسط الشباب، وكانت مفاجأة كبيرة بين الأهل والجيران، ومن وقتها والأهالى يباركون لأسرتهم قيامهن بإعلان رجولتهن.
ويقول محمد (سعدية سابقا): “ولدنا ذكورا، إلا أن مجرى البول كان تحت المكان المتعارف عليه، وعندما شاهدنا أهلونا بهذا الوضع عاملونا على أننا إناث، رغم اختلاف أعمارنا، وظل الأمر هكذا إلى أن أصبحت هبة فى الصف الثانى الثانوى ولم تظهر عليها علامات الأنوثة، وكنت أنا فى الصف الرابع الابتدائى، وعندما كشف الطبيب علينا أكد لوالدنا أننا ذكور ولن نتمكن من الزواج لا ذكور ولا إناث، فأصيب بجلطة ومن وقتها وهو مصاب بالشلل الرعاش”.
ويضيف محمد: “قررت الأسرة وقتها أن تجرى عملية جراحية لبوسى لأن عمرها يسمح بذلك، إلا أنها هربت من المستشفى ولم تجر العملية، ومن وقتها لم يتم فتح الموضوع من جديد”.
وأكد محمد (سعدية): “أننى درست فى الأزهر وحفظت أجزاء من القرآن الكريم وأعلم جيدا حقوقى الشرعية والفرق بين الذكر والأنثى، وكنت أتمزق من داخلى عندما أذهب إلى المعهد وكل من فيه فتيات، فكنت اصطنع المشاكل حتى لا تقترب منى أى طالبة، وكذلك فى القرية كنت معزولا تماما أرفض أن أتعامل مع الفتيات من سنى، وكذلك أرفض أن تكون لى علاقة بالشباب حتى لا أكون محل شبهة، لذلك فإن معظم أهل القرية لا يعرفوننى وفكرت كثيرا فى إعلان أننى رجل على الناس، إلا أن شقيقى أحمد (هبة) كان دائما يرفض، ويؤكد لى أننا سنعيش بنات ونموت بنات”.
ويكشف محمد (سعدية) أن أحد الشباب تقدم لخطبته، إلا أنه أعلن رفضه وأنه لا يصلح للزواج، حتى فاض به الكيل وقام بإعلان أنهم ذكور على أهالى القرية، ومن وقتها وظهر له أصدقاء كثيرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق