أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ضرورة عدم السماح لأحد بتكرار السيناريو الليبي في سورية. وفي مقاله "روسيا والعالم المتغير" الذي نشرته صحيفة "موسكوفسكيا نوفوستي" يوم 27 فبراير/شباط أشار إلى أن الروس في بداية ما يسمى بالربيع العربي كانوا متعاطفين مع من طلب بالإصلاحات الديموقراطية.
وواصل بوتين: "لكن بعد مرور وقت قصير اتضح أن التطورات في عدد من الدول تجري حسب سيناريوهات غير حضارية. فبدلا من تكريس الديموقراطية والدفاع عن حقوق الأقلية تم إزاحة الطرف الآخر والانقلاب مضمونه تبديل القوة المهيمة بالقوى المهيمة الأكثر عدائية. ومما أعطى الصبغة السلبية لتطور الأوضاع هو التدخل الخارجي لصالح أحد أطراف النزاعات الداخلية والطابع العسكري لهذا التدخل، حتى وصل الأمر إلى أن عددا من الدول تحت غطاء الاعتبارات الإنسانية وبمساعدة الضربات الجوية قضت على النظام الليبي. وانتهى الأمر بالمشهد البشع لقتل القذافي".
وأردف قائلا: "ليس علينا أن نسمح لأحد بتكرار السيناريو الليبي في سورية. يجب توجيه جهود المجتمع الدولي قبل كل شيء آخر إلى تحقيق المصالحة الداخلية في سورية. من المهم وقف العنف مهما كان مصدره وإطلاق الحوار الوطني دون أي شروط مسبقة وتدخل من الخارج ومع احترام سيادة الدولة السورية".
وشدد بوتين على أن المهمة الرئيسية للدبلوماسية الروسية فيما يخص الملف السوري تكمن في منع نشوب حرب أهلية في سورية.
وأشار إلى أن روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو عند التصويت في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار بالشأن السوري انطلاقا من تجربة القرار المماثل بالشأن الليبي.
بوتين يحذر من عواقب كارثية للضربة العسكرية المحتملة على إيران
وفي الشأن الإيراني حذر بوتين من عواقب كارثية لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران وقال: "إنني على يقين من أنه يجب حل الملف الإيراني بطريقة سلمية. نقترح أن يعترف المجتمع الدولي بحق إيران في تطوير برنامج نووي سلمي بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، وبالمقابل على إيران أن تضع كل برنامجها النووي تحت رقابة شاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي حال إقامة هذه الرقابة أن يجب إلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران".
بوتين: طريقة لحل الملف الفلسطيني الإسرائيلي لم يتم إيجادها بعد
وحول الملف الفلسطيني الإسرائيلي أشار إلى أن طريقة لحله لم يتم إيجادها بعد. وقال: "انطلاقا من علاقاتنا الوثيقة مع الإدارة الإسرائيلية والقادة الفلسطينيين، ستواصل الدبلوماسية الروسية بصيغة ثنائية وفي إطار الرباعية الشرق أوسطية مساعدتها النشيطة لاستئناف العملية السلمية، وذلك بالتنسيق مع جامعة الدول العربية.
ويأتي هذا المقال ضمن سلسلة مقالات عرض فيها بوتين أولويات برنامجه السياسي كمرشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 4 مارس/آذار.
ويمكنكم قراءة النص الكامل للمقال قريبا في قسم "مقالات وتعليقات" على موقعنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق