محمد عواد - كان حواراً مع بعض الأصدقاء حول قناة السويس، كان مفاجئاً أننا اختلفنا جميعاً اسم من أمر بحفرها، وكان مفاجئاً أن بعضنا لم يعرف من حفرها أصلا، لذلك كان القرار بن عشرة أمور هذه الأسبوع عن قناة السويس.
1- نبدأ بجلد أنفسنا، لنعرف بأن العرب كتبوا 2400 كلمة تقريباً عن قناة السويس باللغة العربية التي هي بالأصل من أهم الأدوات الاستراتيجية التي تملكها أمتنا، في حين تم كتابة 6500 كلمة عنها بالانجليزية، والحديث طبعاً عن ويكبيديا العربية.
2- قناة السويس ممر مائي صناعي طوله 193.3 كيلو متراً وعمقها 24 متراً وعرضها 205 متراً، علماً أن طولها عند الانشاء كان 164 كيلو متراً وعمقها 8 أمتار فقط، لكن أعمال التطوير جعلتها لهذا الطول، واستغرق بناء القناة ما يقارب 10 سنوات وتم افتتاحها عام 1869.
3- قيمة القناة الاستراتيجية تأتي من كونها تربط البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، هذا الربط الاستراتيجي جعلها تصنف كأهم ممر مائي في العالم حيث تسيطر على ما يقارب 40% من حركة الملاحة البحرية في العالم.
4- أولى أفكار قناة السويس كانت عام 1310 قبل الميلاد، نعم 1310 قبل الميلاد ... حيث أمر أحد ملوك مصر القديمة بربط النيل بالبحر الأحمر، ثم أعاد إحياء الفكرة أحد ملوك الفراعنة، بعد ذلك كان هناك عدة مشاريع لقنوات تربط النيل بالبحر الأحمر.
5- من المؤلم جداً أن نعرف بأن أسس قناة السويس "قنوات مصر القديمة" تم ردمها من قبل أبو جعفر المنصور أحد زعماء العباسيين، وذلك لقمع التمرد الذي كان في مكة والمدينة المنورة ضد حكمه والذي رأى أن أهل مصر يدعمونهم.
6- فكرة قناة السويس الحديثة لم تكن لخدمة المصريين أو الدولة العثمانية السائدة آنذاك، بل كان لخدمة الفرنسيين في صراعهم مع الإنجليز، حيث أن المذكورين أخراً اكتشفوا طريق الرجاء الصالح وجعلوها حكراً لهم، مما كان يوجب على الفرنسيين طريقاً جديدة ليربطوا بين أوروبا والعالم.
7- حاول نابليون بناء القناة لكن معلومة خاطئة من إحدى المهندسين جعلته يعتقد باستحالتها، وفي هذا درس مهم بأن الرأي يجب أن يكون من أكثر من جهة مهما كانت الجهة موثوقة.
8 - الرجل الذي أعطى فرنسا اذنا بحفر القناة وحق امتياز 99 عاماً هو محمد سعيد باشا وليس الخديوي اسماعيل، الأخير هو من انتهى العمل بالقناة في عهده، ومن حصل عليه هو فرديناند دي لسبس دبلوماسي فرنسي ذكي للغاية، وهو الذي اشتهر لأن جمال عبد الناصر في عام 1956 ومع تأميم القناة كانت الخطة أن يبدأ الأمن اجراءاته عند ذكر اسم هذا الشخص.
9- تأميم القناة كانت نتيجة رفض صندوق النقد الدولي تمويل بناء السد العالي، ونتيجة هذا التأميم كان العدوان الثلاثي على مصر الذي شاركت به بريطانيا وفرنسا واسرائيل والذي توقف بسبب تهديد الاتحاد السوفييتي باستعمال السلاح النووية من ناحية، وصمود شعب مصر في السويس بطريقة بطولية.
10- لا يوجد احصائيات دقيقة عن عدد الوفيات من العمال المصريين ممن رووا بدمائهم هذا المشروع الاستراتيجي، حيث ضربهم الكوليرا والجدري عدة مرات ويقال أن غالبية من كان يذهب لا يعود، بعض الاحصائيات العربية غير الموثقة تتحدث عن 120 الف وفاة نتيجة هذا العمل الشاق في ظروف غير صحية ولا آمنة، علماً أن عدد من عملوا منذ البداية إلى النهاية هو مليون ونصف.
اكسترا هذا الأسبوع:
11- من الطريف أن نعرف بأن قناة السويس خدمت الكائنات البحرية أيضاً، فهناك عشرات أنواع الكائنات التي هاجرت من البحر الأحمر للعيش في البحر الأبيض المتوسط، في حين كانت الهجرة في الاتجاه المعاكس محدودة.
12- دخل قناة السويس الحالي السنوي هو 5 مليار دولار، ويقال حسب عدة خبراء ومنهم خبراء أجانب في مجال الشحن كنت قد قابلتهم في المانيا بأن هذا الرقم قابل للمضاعفة عدة مرات!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق