29‏/2‏/2012

الدولة العبرية اتخذت قرارا بعدم إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية بموعد الضربة العسكرية لإيران


‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: كشف مراسل موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت، إسحق بن حورين، أمس الثلاثاء، النقاب، اعتماداً على مصادر استخبارية أمريكية، وصفها بالمطلعة جداً، عن أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، باتت على قناعة بأن الدولة العبرية اتخذت قرارا بعدم إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية بموعد الضربة العسكرية المحتملة التي ستنفذها ضد المنشآت النووية الإيرانية. وزاد الموقع الإخباري قائلاً إن تل أبيب قامت بنقل هذا الموقف خلال المحادثات التيأجراها في إسرائيل مؤخرا مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي توم دونيلون، ورئيس الاستخبارات جيمس كليبر مع القادة العسكريين والسياسيين في إسرائيل الأسبوع الماضي.
جدير بالذكر أن الشأن الإيراني كان محور الاهتمام وتناوله الإعلام العبري والأمريكي على حدٍ سواء، وتحديداً ركز على الخلاف بين إسرائيل والإدارة الأمريكية بما يتعلق بالتحرك العسكري ودور إسرائيل في ذلك، وقد سعت الإدارة الأمريكية لإقناع إسرائيل بعدم اللجوء المنفرد للخيار العسكري، وإعطاء الفرصة للجهود التي تبذلها مع المجتمع الدولي لوقف المشروع النووي الإيراني، ولعل زيارة وزير الأمن الإسرائيلي ايهود باراك إلى واشنطن واللقاءات التي عقدها أمس مع نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، ووزير الدفاع، ليئون بانيتا، تأتي في نفس السياق، خاصة وأنها تسبق بأسبوع اللقاء الذي سيجمع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما.
وأشار المراسل الإسرائيلي في تقريره إلى سببين يقفان وراء القرار الإسرائيلي عدم إبلاغ الإدارة الأمريكية بموعد ضرب إيران، الأول يتعلق بعدم رغبتها تحميل الولايات المتحدة أي مسؤولية عن هذه الضربة، خاصة لوجود قواتها في منطقة الشرق الأوسط والتي قد تتعرض للهجوم من إيران، وهو ما تعتقد إسرائيل أنه الدافع الذي يقوم بتحريك الولايات المتحدة في منع إسرائيل من الإقدام على توجيه أي ضربة عسكرية لإيران، خاصة أن التقديرات الأمريكية الاستخباراتية تؤكد بأن إيران ستحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك للإدارة الأمريكية وسترد مباشرة ضد القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة. أما السبب الثاني، بحسب المصادر الأمريكية عينها، فيكمن في قناعتها بالنتائج التي ستؤدي لها هذه الضربة العسكرية والتي ستعطل المشروع النووي الإيراني لبعض الوقت، ولكنها سوف تحرر إيران من الالتزام بالرقابة الدولية على منشآتها النووية، ناهيك عن أن الضربة ستتسبب في تدهور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتصاعد العنف، الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على المصالح الأمريكية في المنطقة، على حد قول المصادر.
وكانت تل أبيب قدمت نهاية الأسبوع احتجاجاً إلي واشنطن إزاء الانتقادات الأخيرة لإسرائيل من جانب مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوي من مغبة شن هجوم ضد إيران. ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هذه الانتقادات تخدم المصالح الإيرانية، وإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيهود باراك ومسؤولين كبارا آخرين أعربوا عن عدم رضاهم لمستشار الأمن القومي الأمريكي.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوي قوله إن نتنياهو وباراك أعربا لدونيلون عن عدم ارتياحهما إزاء التصريحات الأخيرة للجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، والذي حذر فيها إسرائيل من تداعيات شن هجوم على إيران.
وقال المسؤولون الإسرائيليون: لقد أوضحنا لدونيلون أن هذه التصريحات والبيانات لا تصب سوى في صالح إيران، حيث يرى الإيرانيون أن هناك جدلا بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأن هناك معارضة أمريكية للهجوم العسكري الإسرائيلي، مما يقلل الضغط على إيران، مؤكدين لدونيلون على ضرورة زيادة الضغط والعقوبات على إيران من أجل تجنب استخدام إسرائيل لخيار الهجوم العسكري. وفي سياق متصل، نقلت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ عن مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، قوله إن إسرائيل تواجه ضغوطا من جميع الجهات، خاصة من الجانب الأمريكي الذي لا يرغب في أن يفاجأ ويجد نفسه وجها لوجه أمام الأمر الواقع تجاه الهجوم الإسرائيلي على إيران.
من جانبه حذر وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي امس الثلاثاء من ان امريكا ستكون المتضرر الأكبر من دخول أي جهة الحرب مع إيران.
ونسب تلفزيون ‘العالم’ الى وحيدي قوله ان امريكا ‘ تدرك جيدا بأنها ستكون المتضرر الأكبر إذا ما دخلت أي جهة في حرب مع إيران لأننا أعلنا مسبقا أننا سندافع عن مصالحنا بكل ما أوتينا من قوة’.
وأضاف ان بلاده ‘لم تكشف عن جميع قدراتها.. و ان لديها أوراقا سرية ستكشف عنها في الوقت المناسب’.
وتطرق الى التهديدات التي يوجهها البعض في إسرائيل ضد إيران، وقال ‘ان الامريكيين أيضا يعارضون مثل هذه التصريحات التي تصدر عن بعض المسؤولين والشخصيات الإسرائيلية لأنهم يعرفون جيدا مدى قوة إيران وقدراتها’.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...