10‏/2‏/2013

الحقيقة المرة التي يجب أن تعرفها عن بلد الأحلام ونساء السويد .


طالب ك إبراهيم – إذاعة هولندا العالمية –  اعتقد عبد الرحمن، أن السويد ستستقبله بالأحضان، وأن الصبايا السويديات ينتظرون الشباب الذين يريدون طلب اللجوء في الشوارع، وأن الأموال تهطل من السماء، وأن الجنة التي تحدث الكثيرون عنها، هي في أوروبا، فقد سمع ذلك من العائدين من رحلة اللجوء في أوروبا.
 الوصول والاختبار
عبد الرحمن كازان، شاب من أربيل في كردستان العراق، وصل إلى السويد، بعد أن دفع لأحد المهربين في العراق، 15 ألف دولار، كان المبلغ هو كل ما ورثه عن والده الذي قال له:
تزوج بالمال، أو اذهب به إلى أوروبا.
أجرى عبد الرحمن مقابلتين في دائرة الهجرة في السويد، كما تقتضي معاملات الحصول على الإقامة فيها، المقابلة الأولى ليشرح فيها، كيف وصل إلى السويد والمقابلة الثانية، لماذا هو في السويد.
بعد أربعة أشهر حصل عبد الرحمن على رد يسمى "نية الرفض"، وهو ما يعني أن المعلومات التي قدمها لا تؤهله ليحصل على إقامة في السويد، اعترض، وانتظر حوالي العام والنصف بعد ذلك، ليحصل على قرار "رفض وطرد" من السويد، وهو ما يعني أن السلطات السويدية ستعيده إلى العراق مرة أخرى، لأنه استنفذ كل الفرص للحصول على الإقامة.


واقع مختلف

اصطدم عبد الرحمن بواقع قاس في السويد، لا فتيات جميلات في انتظار ابتسامته الساحرة، و لا نقود، وقضية اللجوء صعبة ودقيقة، ويتذكر عبد الرحمن أول مرة ذهب فيها إلى الديسكو في مدينة "غوفدا" التي تقع في وسط السويد، كيف كان الحاضرون يتحدثون فيما بينهم، وبقي هو وصديقه الذي يشاركه غرفة اللجوء، لوحدهما.
النقود التي كانت بحوزتهم قليلة جداً، ويغدو من الغباء صرفها في هذا الديسكو لقاء كأسين أو ثلاثة من البيرة، تكرر ذهابهما إلى نفس الديسكو خلال الأشهر الأولى من وصولهما إلى"غوفدا"، لكن بلا فائدة، ويشير عبد الرحمن، أنه لم تكن اللغة هي العائق لذلك، لأنه يجيد الإنكليزية، ولكن يبدو أن مسائل أخرى هي التي تعيق، وفي النهاية أحجم عن الذهاب.

عمل
عمل عبد الرحمن في مطعم يقدم وجبات شرقية، كان عليه أن يذهب إلى العمل حوالي الساعة العاشرة ليلاً، ويغادر في السابعة صباحاً، وكان عمله تنظيف المكان كاملاً مع ثلاثة أشخاص آخرين، ثم تقطيع البصل واللحم والخضار، حتى الصباح، يتذكر عبد الرحمن أنه كان يتقاضى 20 كورونا عن الساعة الواحدة، وهو مايعادل 2 يورو، وكأس البيرة الواحد في الديسكو كان ب 3 يورو تقريباً، أنهكه العمل مما اضطره أخيراً إلى ترك العمل، وعمل مع سويديين في مزارعهم الخاصة، وكان العمل معهم أقل سوءاً من ذاك المطعم، لكنه كان متعباً أيضاً، ثم اقتنع عبد الرحمن أن النقود في أوروبا لا تهطل من السماء.


زيارة وتغيير الدين

طرق باب منزله في أحد الأيام رجل وصبية، واعتقد عبد الرحمن أن السماء فتحت له أبوابها أخيراً، فتح الباب واستقبل ضيوفه، كان السويدي رجل دين مسيحي، والصبية مساعدته.امتد الحديث معهم طويلاً، واتفقوا أن يلتقوا في الأسبوع القادم.
سمع عبد الرحمن، أن الكنائس في أوروبا تساعد اللاجئين، وتمنحهم في حالات كثيرة اللجوء، وهو ما أسعده، لأن ضيفيه كانا من إحدى الكنائس، ومن جهة أخرى فإن الصبية الجميلة، كانت أول فتاة تدخل غرفته وقلبه في السويد، لكنها كانت مرة واحدة فقط، إذ في المرات اللاحقة جاء رجل الدين منفرداً، وتأكد عبد الرحمن أن النساء أيضاً لا يهطلن من السماء.
اعتنق عبد الرحمن المسيحية، بعد أحاديث طويلة، لكنه فيما بعد، أحجم عن فتح الباب لرجل الدين، اعتناق المسيحية تتطلب أكثر مما يحتمله، وأطلق لحيته وحلق شاربيه تكفيراً عن غلطته، ويتذكر، أنه تمنى في لحظات عديدة، أن يفجر نفسه، والمكان والمدينة والبلد الذي يعيش به.

إلى هولندا
غادر عبد الرحمن السويد متجهاً إلى هولندا، وقدم من جديد اللجوء فيها، وادعى أنه من كركوك، المدينة التي تشهد عنفاً متواصلاً، والمدينة التي تحتوي على خليط اجتماعي غير متجانس، لكن دائرة الهجرة الهولندية اكتشفت، أن عبد الرحمن، كان قد قدم من السويد، فلقد ظهر في فحص البصمات، التي يخضع له كل طالب لجوء، لقد أظهرت أن عبد الرحمن كان في السويد، وحسب اتفاقية دبلن، والتي وقعت عليها كل الدول الأوروبية، والتي من أحد مقرراتها، أن يعود  اللاجئ إلى البلد الأول الذي قدم فيه اللجوء، لذلك كان يجب على عبد الرحمن أن يعود مجدداً إلى السويد.


في مقابلته الأولى له في هولندا مع دائرة الهجرة، سأله المحقق، إذا كان قد قدم لجوء في بلد آخر، فرد عليه ب "لا"، لكن المحقق قدم له مجموعة صور ووثائق قدمها عبد الرحمن في مرحلة سابقة، لدائرة الهجرة في السويد، فاعترف أنه كان هناك، وحين سأله المحقق لماذا كذب، رد عبد الرحمن، أنه إذا اعترف أنه كان هناك، سيرجعونه، فقال المحقق، أنهم سيعرفون أنه قدم من السويد، حتى لو كذب عليهم، لأن البصمة الخاصة به ستظهر، فرد، أنه أحياناً لا تظهر البصمة، لأنه لديه بصمة في ألمانيا، لكنها لم تظهر في السويد، ضحك المحقق والمترجم، وانتهت المقابلة.
يقول عبد الرحمن، إنه يحافظ على صمته في كردستان، حين يسأله الشباب عن الحياة في أوروبا، لأنه لا يستطيع أن يكذب عليهم، خاصة فيما يتعلق بالنساء والمال، وإن قال الحقيقة لن يصدقه أحد.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...