تشهد سماء كوكب الأرض اليوم ظاهرة فلكية نادرة لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عقدين تقريباً، تعرف باسم "الحضيض القمري" الذي يحصل مع وصول القمر إلى أقرب نقطة ممكنة من الأرض، ويبدو معها كبيراً جداً لدى النظر إليه بالعين المجردة، في حدث ينتظره الفلكيون ويخشاه المنجمون.
وقال غيوف شستر، الباحث في مركز المراقبة الأميركية في واشنطن، إن الظاهرة حصلت للمرة الأخيرة في آذار(مارس) 1993، وبالتالي فإن ندرة حصولها تجعلها تستحق المتابعة؛ لأنها لن تتكرر مجدداً إلا في العام 2029.
ويبدأ صعود القمر نحو كبد السماء اليوم من الشرق بعد غروب الشمس، وخلال الساعات التي تلي ذلك، سيبدو القمر أكبر من أي وقت، وذلك بسبب موقعه في الفضاء، الذي ينتج عنه ما يعرف بـ"الخداع البصري للقمر" وهو رؤية القمر بحجم غير معتاد (حتى أكبر من حالة الحضيض القمري) بسبب وجوده في الأفق فوق الأشجار والأبنية.
واعتباراً من اليوم، يكون القمر على بعد 356 ألف كيلومتر من الأرض، أي أنه في أقرب نقطة يصلها بسبب مساره البيضاوي، وسيبدو القمر أكبر بنسبة 14 في المائة، وأكثر لمعاناً بنحو 30 في المائة.
وينفي علماء الفلك أي تأثير فلكي لموقع القمر على الأحداث الجارية في الأرض، ويعتبرون أن وجود الشقيق الصغير للأرض في موقعه الحالي لا يلعب أي تأثير على موجات المد والجزر أو حركة قشرة الأرض.
ولكن بعض المنجمين يربطون دائماً، ومن دون أسباب علمية واضحة، بين ظاهرة "الحضيض القمري" وأحداث تقع على كوكب الأرض، ترتبط عادة بكوارث وأزمات
غير أن الفيزيائي الأردني ونائب رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة الدكتور نضال قسوم نفى لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن يكون لظاهرة البدر الفائق المتوقع حصولها اليوم أية علاقة في حصول امواج مد عالية وتسونامي كما حصل في اليابان.
وأكد قسوم عدم صحة ما أوردته وسائل اعلام ومواقع انترنت من ان زلزال اليابان وأمواج التسونامي المدمّرة ناتجة عن تأثير القمر أو على الأقل ذات علاقة به وان وصول القمر اليوم لحالة "البدر الفائق" سيسبب حالات مدّ قوية وزلازل على الأرض.
وأشار قسوم الى القناعة المتكونة عند غالبية الناس من ان المدّ ينتج أساسا بسبب جاذبية القمر على الأرض، لافتا الى ان المياه ترتفع بمقدار نصف متر في المتوسط أثناء المدّ، لكن عندما تكون الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة وهذا يحدث في حالتي البدر والمحاق، فإن ارتفاع المياه يصل إلى حوالي 80 سنتمترا.
وأضاف أن حالة البدر الفائق للقمر اليوم بوصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض وهذا ما يعرف بحضيض القمر؛ حيث إن مدار القمر حول الأرض إهليليجيّ (بيضاويّ) سيكون القمر على استقامة مع الشمس والأرض وبالتالي سيكون هذا البدر أكبر حجماً مما هو معتاد.
وبين انه تم الإعلان بالفعل عن أن المدّ سيكون أكثر قوّة وشدة خلال ليلة "البدر الفائق" لكن الحسابات تشير إلى أن هذا التأثير الإضافيّ لقرب القمر من الأرض لن يزيد ارتفاع المدّ إلا بنسبة 15 بالمائة، وهذا يعني أنه بدل أن يكون ارتفاع المدّ 80 سنتمترا فإننا نتوقّع وصوله لـ 92 سنتمترا.
وخلص قسوم الى القول إن ذلك التأثير أضعف من أن يسبّب زلازل أو أمواج تسونامي كما حدث في اليابان وأماكن أخرى، مشيرا الى ان هذه الكارثة حدثت قبل أسبوع كامل من وصول القمر لحالة البدر.
ودعا قسوم المهتمين لمراقبة القمر في طور التربيع الأول؛ حيث إن موقعه في الفضاء يصنع زاوية 90 درجة مع اتجاه الشمس– الأرض، وبهذا الوضع الفلكي يكون المدّ أضعف ما يكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق