بعد 41 سنة عن آخر مواجهة ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 1972 بالكاميرون، يلتقي المنتخبان المغربي والجزائري من جديد يوم 27 مارس الجاري بمدينة عنابة (600 كلم شرق الجزائر)، برسم الجولة الثالثة من إقصائيات المجموعة الرابعة المؤهلة إلى النهائيات القارية المقررة السنة القادمة، بالغابون وغينيا الاستوائية، في ديربي مغاربي ممتع وبنكهة خاصة وجدير بالمتابعة.
ويعود آخر لقاء إقصائي جمع بين المنتخبين المغربي والجزائري إلى 27 دجنبر من سنة 1970 بالدار البيضاء في إطار التصفيات المؤهلة إلى النهائيات التي أقيمت بالكاميرون سنة 1972 والذي كسبه الفريق المغربي الذي كان يتشكل من فريق مونديال مكسيكو 1970 بثلاثية نظيفة، علما بأنه كان قد خسر مباراة الذهاب بالجزائر 3-1.
ويأتي هذا اللقاء الشمال إفريقي، الذي أعطى على مر التاريخ كل ما كان منتظرا منه، في وقت يمر فيه المنتخبان بمرحلة فراغ ويودان استعادة مكانتهما الطبيعية على مستوى القارة السمراء خاصة المنتخب المغربي الذي يبقى أسير إخفاقاته الكروية في السنوات الأخيرة إن قاريا أو دوليا وهو الذي كان إلى غاية الأمس القريب أحد رواد إفريقيا، في حين يسابق المنتخب الجزائري الزمن لوضع حد لمرحلة الفراغ التي يعيشها.
وتكتسي مباراة ملعب 19 ماي بمدينة عنابة أهمية قصوى بالنسبة ل"أسود الأطس"، الذين يحذوهم أمل كبير في العودة بنتيجة إيجابية يعززون من خلالها ريادتهم لترتيب المجموعة ويؤكدون بها استمرارهم في السباق للظفر ببطاقة التأهل الوحيدة عن هذه المجموعة إلى الأدوار النهائية التي ستقام بالغابون وغينيا الإستوائية.
كما أن أشبال المدرب البلجيكي إيريك غريتس، الذين غابوا عن آخر نهائيات قارية بأنغولا 2010 وعن أول مونديال يقام لأول مرة على أرض إفريقية صيف السنة الماضية بجنوب إفريقيا، واعون بأن العودة إلى الساحتين القارية والدولية يمر بالضرورة عبر التواجد في التجمع القادم للنخب الإفريقية في نهائيات الغابون وغينيا الاستوائية.
ولتحقيق هذا الهدف، يبقى على أصدقاء العميد الحسين خرجة التعامل مع مجريات هذا اللقاء بكثير من الحيطة والحذر وبروح عالية إن أرادوا الوقوف في وجه منتخب جزائري لن يدخر أي جهد من أجل تحقيق فوز ينعش به حظوظه ويعيده إلى السباق وهو ما سيسخر من أجل تحقيقه كل إمكاناته.
ومما يزيد من صعوبة المباراة كون منتخب "الخضر"، يرى في الانتصار ورقته الأخيرة خاصة وأنه يحتل المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة من تعادل على أرضه مع منتخب تانزانيا 1-1 وهزيمة خارج قواعده أمام منتخب إفريقيا الوسطى 2-0.
كما أن أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة، الذين تراجع مستواهم بعد مشاركتهم الأخيرة في نهائيات كأس العالم 2010، يمرون بمرحلة صعبة إن على مستوى النتائج أو غياب التجمعات التدريبية، وبالتالي فإن تحقيق نتيجة إيجابية يشكل دافعا قويا لهم للتصالح مع جماهيرهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأنه في حال الهزيمة سيكونون قد فقدوا بشكل كبير حظوظهم في بلوغ النهائيات القارية.
ويرجع آخر فوز لمنتخب الجزائر في مباراة رسمية إلى أكثر من سنة وحققه على منتخب الكوت ديفوار في نهائيات كأس إفريقيا 2010.
وفي المقابل، يوجد المنتخب المغربي في وضعية جيدة بعد نتيجة الفوز، التي عاد بها من تانزانيا 1-0 برسم الجولة الثانية من التصفيات، وفوزين في مباراتين وديتين تميزتا بعرضين مميزين وبتنظيم محكم على مستوى اللعب وخاصة الرغبة الأكيدة والجامحة في تحقيق الانتصار تحت إشراف المدرب غريتس الذي يخوض أول تجربة رسمية مع النخبة المغربية وفي ذات الوقت أول مباراة رسمية له مع منتخب وطني في مساره الرياضي كمدرب.
ويعي المنتخبان، المرشحان الأبرز في المجموعة الرابعة، جيدا ما يمكن أن تجره الهزيمة على الخاسر في مشوار التأهل خاصة على مستوى الجانب النفسي، علما بأن المواجهة بينهما (ذهابا وإيابا) هي التي ستفرز بشكل كبير المنتخب الذي سيحجز بطاقة العبور إلى النهائيات.
ونظرا للتنافس الكبير والندية والتشويق، الذي ميز على مر السنين مباريات المنتخبين الجارين، اللذين يشكلان كتابا مفتوحا لبعضهما البعض، فإن لقاء النخبتين المغربية والجزائرية يحمل طابعا خاصا وهو ما سيدفع لاعبيهما إلى تقديم عرض قوي يليق بتاريخ وسمعة الكرة بالقطرين الشقيقين.
ويبدو أن المباراة ستشهد تنافسا شديدا، بيد أن الضغط سيكون أكثر على لاعبي المنتخب المضيف، الذي يبقى في أشد الحاجة إلى تحقيق الفوز، حتى لو كان اللعب على أرضه وأمام جمهوره يعتبر بالفعل امتيازا.
وسيكون الفريقان مدعوين إلى إخراج كل ما في جعبتيهما خاصة وأنهما سيلتقيان مرة أخرى في مباراة الإياب، المقررة مطلع شهر يونيو القادم (3 أو 4) بالدار البيضاء برسم الجولة الرابعة والتي ستفرز بشكل كبير من منهما سيكون بمقدوره مواصلة رحلة البحث عن حجز البطاقة الوحيدة عن المجموعة الرابعة.
وسيعمل اللاعبون الجزائريون كل ما في وسعهم لاستثمار كل صغيرة وكبيرة قد تمنحهم نقاط المباراة الثلاث على أرضهم وتضييق الخناق على نظرائهم المغاربة خاصة وأنهم يعلمون علم اليقين أن أصدقاء مروان الشماخ سيستميتون من أجل العودة بنتيجة إيجابية في انتظار مباراة الإياب التي لن تكون بالطبع سهلة على أرضهم.
ومن خلال المواجهات المباشرة بين المنتخبين في التصفيات أو الأدوار النهائية لكأس إفريقيا حقق المنتخب المغربي أربعة انتصارات كان آخرها (3-1) يوم 8 فبراير 2004 بملعب الطيب المهيري بمدينة صفاقس التونسية برسم دور ربع نهاية كأس إفريقيا للأمم والتي خسر مباراتها النهائية أمام منتخب البلد المنظم، فيما حقق الفريق الجزائري بدوره أربعة انتصارات وتعادل الفريقان في مباراة واحدة.
ويحتل المنتخب المغربي المركز الثاني في المجموعة الرابعة بأربع نقاط (من تعادل بالرباط أمام منتخب إفريقيا الوسطى 0-0، وفوز بدار السلام على منتخب تانزانيا 1-0)، بفارق الأهداف خلف منتخب إفريقيا الوسطى، فيما يحتل منتخب الجزائر المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة رفقة منتخب تانزانيا من مباراتين متأخرا بثلاث نقاط عن منتخبي المغرب وإفريقيا الوسطى.
وفي ما يلي جرد لمباريات المنتخبين المغربي والجزائري:
- 31 أكتوبر 1965 بالجزائر: الجزائر - المغرب 0-0 (مباراة ودية).
- 6 مارس 1966 بالدار البيضاء: المغرب - الجزائر 1-0 (مباراة ودية).
- 24 نونبر 1966 بالجزائر: الجزائر - المغرب 2-2 (مباراة ودية).
- 12 شتنبر 1967 بتونس: الجزائر - المغرب 3-1 (ألعاب البحر الأبيض المتوسط).
- 13 مارس 1968 بالدار البيضاء: المغرب - الجزائر 1-0 (مباراة ودية).
- 9 مارس 1969 بالجزائر: الجزائر - المغرب 2-0 (تصفيات كأس إفريقيا).
- 23 مارس 1969 بأكادير: المغرب - الجزائر 1-0 (تصفيات كأس إفريقيا).
- 10 شتنبر 1969 بالدار البيضاء: المغرب - الجزائر 4-1 (مباراة ودية).
- 31 أكتوبر 1969 بالجزائر: الجزائر - المغرب 1-0 (مباراة ودية).
- 10 دجنبر 1970 بالجزائر: الجزائر - المغرب 3-1 (تصفيات كأس إفريقيا).
- 27 دجنبر 1970 بالدار البيضاء: المغرب - الجزائر 3-0 (تصفيات كأس إفريقيا).
- 7 أبريل 1974 بالدار البيضاء: المغرب - الجزائر 2-0 (مباراة ودية).
- 5 أكتوبر 1974 بالقنيطرة السورية: المغرب - الجزائر 1-0 (دوري القنيطرة).
- 30 أكتوبر 1974 بالجزائر: الجزائر - المغرب 0-0 (كأس المغرب العربي).
- 22 غشت 1975 بالجزائر: الجزائر - المغرب 0 -1 (ألعاب البحر الأبيض المتوسط).
- 9 دجنبر 1979 بالدار البيضاء: المغرب-الجزائر 1-5 (تصفيات الألعاب الأولمبية).
- 24 دجنبر 1979 بالجزائر: الجزائر - المغرب 3-0 (تصفيات الألعاب الأولمبية).
- 13 مارس 1980 بعبدان (نيجيريا): الجزائر - المغرب 1-0 (نهائيات كأس إفريقيا).
- 24 يوليوز 1982 ببكين: المغرب - الجزائر 1-0 (دوري بكين).
- 22 يناير 1985 بنيودلهي: المغرب - الجزائر 4-0 (دوري نيودلهي).
- 3 غشت 1985 بالرباط: المغرب - الجزائر 1-0 (الألعاب العربية).
- 8 مارس 1986 بالأسكندرية: المغرب - الجزائر 0-0 (نهائيات كأس إفريقيا).
- 19 شتنبر 1987 في اللاذقية السورية: المغرب-الجزائر 2-1 (الألعاب المتوسطية).
- 16 مارس 1988 بالدار البيضاء: المغرب - الجزائر 1-0 (نهائيات كأس إفريقيا).
- 26 مارس 1988 بالدار البيضاء: المغرب - الجزائر 1-1 (3-4 ض.ت. كأس إفريقيا).
- 22 مارس 1989 ببجاية: الجزائر - المغرب 1-1 (مباراة ودية).
- 24 ماي 1989 بالقنيطرة: المغرب - الجزائر 1-0 (مباراة ودية).
- فاتح أبريل 1991 بالجزائر: الجزائر - المغرب 2-2 (مباراة ودية).
- 26 دجنبر 1991 في الدار البيضاء: المغرب - الجزائر 1-1 (مباراة ودية).
- 22 شتنبر 1993 بالرباط: المغرب - الجزائر 0-0 (مباراة ودية).
- 9 يوليوز 2000 بفاس: المغرب - الجزائر 2-1 (تصفيات كأس العالم).
- 4 ماي 2001 بالجزائر: الجزائر - المغرب 1 -2 (تصفيات كأس العالم).
- 8 فبراير 2004 بصفاقس (تونس): المغرب - الجزائر 3-1 (نهائيات كأس إفريقيا).
-- الحصيلة:
عدد المباريات 33.
عدد انتصارات المنتخب المغربي: 17.
عدد انتصارات المنتخب الجزائري: 8.
عدد التعادلات: 8.
عدد الأهداف المسجلة: 71.
سجل المنتخب المغربي: 41.
سجل المنتخب الجزائري: 30.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق