دوار الحركة أو الدُّوخَة في الدارجة المغربية، هو ما يحدث حين لا يكون هناك توافق بين ما يختبره جسمك ودماغك.
وبعيدا عن تعريف الموضوع أو دراسته، دوار الحركة أحد الأمور التي دائما ما تفسد على المرء متعة السفر وتنغصه عليه.
فنحن نحس بدوار الحركة حين يستقبل الجهاز العصبي المركزي معلومات متناقضة من الأذن الداخلية والعينين والمستقبلات الحسية ومستشعرات الضغط المتواجدة في المفاصل والعضلات والعمود الفقري.
فإحساسنا بالتوازن محكوم بالتفاعل بين كل هذه الأنظمة.
وفي حالة دوار الحركة فإن السوائل في الأذن الداخلية تتحرك بحركة وسيلة النقل، فيقوم الدماغ بترجمة تلك الحركة. وبدل أن يخبرك بأنك في سيارة متحركة، فإنه يترجم تلك المعلومات على أنها حوافز غير صحيحة (أنك لست في حركة)، وهو ما يسبب الغثيان.
للأسف، فإن دوار الحركة أمر لا يمكن "علاجه" بشكل مباشر. لكن يمكن بدل ذلك استخدام أدوية للتقليص من عوارضه دون التخلص منه.
وما يمكنك فعله عند اختبار دوار الحركة إن كنت في سيارة مثلا، هو أن تجلس في الأمام، بتلك الطريقة يمكنك أن تتوقع الحركة بحواسك وتركز بصرك على نقطة معينة.
هناك اعتقاد شائع بأن إغلاق عينيك حين الإحساس بدوار الحركة قد يساعدك. لكن ذلك لن يفيدك في شيء، بل أنه أسوء ما يمكن أن تقوم به، فبإغلاقك لعينيك تزيد من التداخل بين الأنظمة المسؤولة عن الإحساس بالتوازن. كما ذكرنا في الأول فإن الأذن تعطي إشارة متعارضة بأنك لست في حركة، وإن قامت عيناك بتأكيد ذلك يزداد الإحساس بالدوار.
بدل ذلك فإن فتح عينيك والتركيز على نقطة بعيدة في الأمام أو التركيز على الطريق وكأنك تقود السيارة سيجعل دماغك يدرك أنك بالفعل في حركة ويرجح كفة المدخلات التي تؤكد كونك بالفعل في حركة، فيحد ذلك من السبب الرئيسي وراء دوار الحركة.
كما أن هناك طريقة طبيعية للتخفيف من آلام المعدة المترتبة عن دوار الحركة، وذلك بمص الزنجبيل. وهي طريقة أثبتت الأبحاث فاعليتها كذلك.
وأضيف هنا نصيحة من تجربة شخصية، قراءة موضوع يحتاج إلى تركيز كبير أثناء السفر سبب مباشر وسريع للإصابة بالدوار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق