اعتبر محمد ظريف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إعلان فرنسا الحرب على الجماعات التي تسيطر على شمال مالي، ما هي إلا محاولة من باريس، للتغطية على المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشعب الفرنسي، وتصدير مشاكلها الداخلية نحو الخارج.
وقال محمد ظريف: إن "إعلانها الحرب على الجماعات التي تسيطر على الشمال المالي وإطلاقها حملة موازية ضد حركة الشباب المجاهدين في الصومال، بداعي إطلاق رهائن، ما هي إلا محاولة من طرف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، لإشغال الفرنسيين وتحويل أنظارهم عما يحدث في الداخل"، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده، وما ترتب عنها من مشاكل وليدة مثل البطالة، فضلا عن التغطية على فشلها في سوريا.
وأوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن فرنسا سعت جاهدة إلى إلصاق تهمة الإرهاب "المعلّبة" ضد "جماعة أنصار الدين"، بهدف تبرير عملها العسكري، وهو اتهام لا يجد له مبررات على الأرض، ويؤكد بالمقابل "نظرة فرنسا التي لا تريد التفريق بين ما هو محافظ وبين ما هو متطرف"، مشددا على "ضرورة التمييز بين ما هو محافظ وما هو متطرف، حتى لا تدخل المنطقة في حرب قد تأتي على الأخضر واليابس".
وذكر أستاذ العلوم السياسية أن جماعة أنصار الدين، هي حركة "محافظة وليست متطرفة" مثلما يريد الإعلام الفرنسي تقديمها لتبرير التدخل العسكري، الذي جاء دفاعا عن المصالح الفرنسية في المنطقة. ولاحظ محمد ظريف أن مطالب "أنصار الدين" ليست طائفية أو مذهبية، بقدر ما هي اجتماعية وسياسية، تنطلق من انشغالات وخصوصيات إقليم الأزواد، الذي عانى من التهميش السياسي والتنموي، الذي سلطته عليه الحكومة المركزية في باماكو.
وعبر المتحدث عن استغرابه من إقدام فرنسا وغيرها من البلدان الأوربية مثل إسبانيا، على إجراء مفاوضات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في حين ترفض اليوم الحوار مع جماعة أنصار الدين، بالرغم من إعلان الأخيرة استعدادها للحوار، وتنقل ممثلون عنها إلى الجزائر، في أكثر من مرة، من أجل البحث عن حل تفاوضي لأزمة منطقة الساحل.
ولم يستثن الخبير في العلاقات الدولية، الجانب الديني في الحملة الفرنسية على شمال مالي، حيث يعتقد أن فرنسا ترى أن "المجموعات العربية هي التي تصدّر الإسلام نحو الجنوب، حيث يوجد الزنوج، وهذا مفهوم مغلوط، لأن المكوّن الديني عامل متجذّر بين المجموعات الزنجية"، مستشهدا بدرجة التدين في بعض البلدان، على غرار نيجيريا، التي ظهرت بها "جماعة بوكو حرام" المتطرفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق