لم تكن الفتاة التونسية "فاطمة المليح" الحالمة بتحقيق مسيرة ناجحة مع منتخب تونس لكرة القدم النسائية تعتقد يوما أنها ستجبر على ترك معشوقتها الأولى والانشغال بعلاج خلل هرموني كانت تعاني منه في صمت منذ نعومة أظفارها.
قصة "فاطمة" أثارت ضجة غير مسبوقة في الأوساط الرياضية والدينية والصحية في تونس عندما كشفت استعدادها للخضوع لجراحة طبية تجميلية هي الأولى من نوعها في تونس لتغيير جنسها، والالتحاق بصفوف الرجال.
واعترفت "فاطمة" أنها اكتشفت ميولها الذكورية منذ طفولتها, بيد أنها لم تستطع البوح بمعاناتها في مجتمع محافظ، وواصلت حياتها قبل أن تلتحق بأحد أندية كرة القدم النسائية حيث كانت بداية معاناة جديدة انتهت بإجراء فحوص أثبتت أن الجانب الذكوري فيها هو الطاغي هرمونيا، ما وضع اللاعبة في إشكال قانوني.
وجاءت اعترافات "فاطمة" (27 عاما) بعد أن حصلت عام 2012 على حكم قضائي تحولت بموجبه إلى رجل وغيرت اسمها إلى محمد علي بدلا من فاطمة.
"لست إمرأة"
وقالت "فاطمة" للجزيرة نت "اكتشفت أنني لست إمرأة ولكن كان صعبا علي أن أفاتح عائلتي في مجتمع متشدد وظللت على تلك الحال قبل أن أقرر الخروج من معاناتي عندما اتصلت بأحد المحامين ورفعت دوى قضائية لتغيير جنسي وهو ما تم بحكم قضائي عام 2012 وتحولت بذلك إلى رجل قانونيا وبوثائق الهوية".
وقالت "فاطمة" للجزيرة نت "اكتشفت أنني لست إمرأة ولكن كان صعبا علي أن أفاتح عائلتي في مجتمع متشدد وظللت على تلك الحال قبل أن أقرر الخروج من معاناتي عندما اتصلت بأحد المحامين ورفعت دوى قضائية لتغيير جنسي وهو ما تم بحكم قضائي عام 2012 وتحولت بذلك إلى رجل قانونيا وبوثائق الهوية".
وأضافت المهاجمة التي نشطت بنادي بنك الإسكان ومنتخب تونس للكرة النسائية "وجدت صعوبات في البداية مع أفراد العائلة والأصدقاء ولكن تغيير جنسي كان أمرا ضروريا لأني لم أشعر يوما أني امرأة بل إني عشت قصة حب مع إحدى الفتيات".
وقالت إن الاتحاد التونسي لكرة القدم وعدها بمساعدة مالية قدرها خمسة آلاف دولار (ثمانية آلاف دينار) للمساعدة على تكاليف العملية الجراحية التي تناهز نحو 17 ألف دولار.
تشوهات جسدية
وعن الموقف الديني في المسألة، أكد المسؤول بوزارة الشؤون الدينية الشيخ صادق العرفاوي أن تغيير خلق الله حرام شرعا، وهو من الكبائر إذا لم يكن المتحول يشكو من أي عارض صحي أو عاهة بدنية، وذلك في قول الله تعالى ".. فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله.." وهو من باب الشذوذ النفسي وفيه إجماع من كل المذاهب الفقهية الإسلامية.
وعن الموقف الديني في المسألة، أكد المسؤول بوزارة الشؤون الدينية الشيخ صادق العرفاوي أن تغيير خلق الله حرام شرعا، وهو من الكبائر إذا لم يكن المتحول يشكو من أي عارض صحي أو عاهة بدنية، وذلك في قول الله تعالى ".. فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله.." وهو من باب الشذوذ النفسي وفيه إجماع من كل المذاهب الفقهية الإسلامية.
وقال د. العرفاوي للجزيرة نت "هناك استثناءات تجيز تغيير الجنس إذا كان هناك دافع طبي لوجود عاهة أو أمراض جسدية أو كأن تولد الأنثى بتشوهات جسدية تقربها من الذكور، ولا حرج في هذا بما أنه يدخل في باب العلاج وليس في باب تغيير الجنس".
من جانبه قال هشام مالك الطبيب المشرف على حالة "فاطمة" إن "العملية الجراحية التي ستخضع لها لطمس التشوهات الجسدية تبدو صعبة ومعقدة باعتبار أنها تتم على مراحل متعددة".
وأضاف الدكتور المتخصص بالجراحة التجميلية وعلاج التشوهات "هي من الحالات النادرة في العالم وليس فقط في تونس، وهي ناتجة عن تشوهات خلقية كبيرة منذ الولادة، وستكون العملية الجراحية بعد نحو أربعة أشهر، وتكون أولا بطمس التشوهات الجسدية ثم بزرع أجزاء لتكملة العضو الذكري وإبرازه".
ولم تكن حالة "فاطمة" الوحيدة التي أثارت جدلا حول شكوك في جنس الرياضيات, إذ سبق أن أحدثت قائدة منتخب كوريا الجنوبية للكرة النسائية بارك أون سيون ضجة غير مسبوقة بسبب رفض عدة أندية كورية استمرارها بالدوري المحلي ما لم يتم إخضاعها لفحص طبي لتحديد جنسها.
كما أحدثت العداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا بطلة المسافات المتوسطة موجة من الجدل بسبب شكوك حول حقيقة جنسها بعد تحقيقها لأرقام قياسية جعلت الكثيرين يصنفونها ضمن جنس الرجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق