20‏/1‏/2013

السبب وراء انتشار الزكام الموسمي


جميعنا يعرف أن الزكام ينتشر في وقت معين من السنة، وهناك الكثير من الفرضيات حول الأسباب أسباب ذلك، لكن لا يزال الجواب اليقين غير محدد بدقة.

1- إحدى تلك الفرضيات تقول أن الزكام ينتشر بكثرة في فصل الشتاء لأن الأشخاص يقضون الكثير من الوقت داخل المباني مع ترك النوافذ مغلقة، ما يجعل الانتقال المباشر للفيروس أسهل بكثير.

2- بعض العلماء يقولون أن الظلام (أي نقص فيتامين د والميلاتونين) وبرودة فصل الشتاء يضعف جهازنا المناعي ويجعلنا أكثر عرضة للفيروس.

3- فرضية ثالثة تقول أنه وبغض النظر عن كيفية تعاملنا مع البرودة، فإن الفيروس يزدهر في الهواء الجاف البارد لفصل الشتاء ويعاني في دفء ورطوبة الصيف.

4- وهناك فرضية أخرى تربط زكام الشتاء بالتغيرات في مجرى الهواء في الغلاف الجوي العلوي.


وقد وجد العلماء صعوبة في اختبار مدى صحة أي من هذه المزاعم، إذ أن نشر المرض بين البشر من أجل دراسته ليس خيارا مطروحا، كما أن معظم الحيوانات المخبرية التي تجرى عليها عادة التجارب لمحاكاة الاستجابة البشرية لا تصاب بالزكام مثل البشر.
إلى أن وجد أحد الباحثين (Peter Palese) من خلال قراءته لبحث علمي قديم عمره 80 عاما بأن خنازير غينيا (حيوان من القوارض)، يصاب بعدوى الزكام وينشُرُها كذلك، تماما كالبشر.

فقرر Palese أن يختبر صحة الفرضية الثالثة القائلة بأن الفيروس يزدهر في هواء الشتاء البارد والجاف ويضعف في هواء الصيف الحر والجاف. فأجرى سلسلة من التجارب على خنازير غينيا، حيث قام بحقن نصفها بفيروس الأنفلونزا A (الزكام العادي)، ووضعها في قفص إلى جانب حيوانات غير مصابة بالعدوى.

وفي درجة حرارة 5 سلسيوس، جميع القوارض التي كانت سليمة أصابتها العدوى، لكن حين كرر Palese التجربة في درجة حرارة تعادل 20 سلسيوس، حيوان واحد فقط أصيب بالعدوى، أما حين أجرى التجربة في درجة حرارة 30 سليوس، فإنه لا أحد من الحيوانات أصيبت بالعدوى.

ثم قام العلماء بعد ذلك بإجراء نفس التجارب لكن هذه المرة بتغيير درجة رطوبة الهواء المحيط مع المحافظة على نفس درجة الحرارة، ليصلوا إلى نتيجة أنه بقدر جفاف الهواء بقدر ما تكون الحيوانات أكثر عرضة للمرض.
لتؤكد هذه التجارب قد زادت بالفعل من مصداقية الفرضية القائلة بوجود علاقة ما بين الطقس وانتشارالزكام.

وقد أجريت مجموعة من الدراسات التي تتوافق مع نتائج دراسة Palese وتفسر كيفية انتشار الفيروس، والتفسير المطروح هو أنه حين يقوم الشخص المصاب بالعدوى باستنشاق الهواء فإن جميع الممرات الهوائية الدقيقة في رئتيه تنفتح، فتتمدد طبقة دقيقة من السوائل فوق الممرات الهوائية المفتوحة ثم تنكسر لتفرز قطيرات تحتوي على الفيروس في الهواء المتواجد داخل الرئة، وحين يقوم المصاب بالزفير فإنه يخرج تلك القطيرات إلى الهواء حيث تبدأ في السقوط نحو الأرض بفعل الجاذبية، وهنا يتدخل عامل الرطوبة.

فالقطيرات لا تسقط مباشرة بل تبدأ كذلك في التبخر، وبقد جفاف الهواء بقدر ما تتبخر السوائل من تلك القطيرات، فتصبح أصغر فأصغر. وحين تصل درجة من الصغر فإن مقاومتها للهواء تزداد بشكل يسمح بأن تحملها تيارات الهواء، ويصبح آنذاك أي شخص في محيط الشخص المصاب عرضة لاستنشاقها والإصابة بمرض الزكام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...