ثوار مصر يرفعون شعار يطالبون فيها بالحرية |
وذكرت «نيويورك تايمز» امس انه طوال عقدين تقريباً، ندد قادة «القاعدة» بدكتاتورات العالم العربي واتهموهم بالهرطقة أو بأنهم دمى في يد الغرب، كما دعوا لسقوطهم، لكن شعوب المنطقة ثاروا الواحد تلو الآخر ولم يكن لــ «القاعدة» أي دور.
وأضافت ان الحركات المعارضة التي برزت فجأة ابتعدت عن عقيدتين رئيسيتين لــ «القاعدة»، وهما العنف القاتل والأصولية الدينية، وان المتظاهرين استخدموا العنف للدفاع عن النفس فقط واستخدموا الإسلام كفكرة، وعانقوا الديموقراطية التي لا يريدها أسامة بن لادن وأتباعه.
تقاطع طرق
وتابعت انه بالنسبة إلى «القاعدة»، وربما للسياسات الأميركية التي بنيت حول التهديد الذي يخلقه، تشكل التظاهرات الديموقراطية، التي أثارت انتباه العالم، تقاطع طرق يدعو إلى التساؤل: هل سيصبح التنظيم الإرهابي غير ذي صلة أم انه سيجد طريقة ما لاستغلال الفوضى وخيبة الأمل المحتملة؟
ونقلت عن بعض الخبراء ان الأسابيع الماضية خلقت كارثة كبرى لــ «القاعدة»، وجعلت «الجهاديين» يبدون أشبه بالمتفرجين على التاريخ، فيما يعرض أمام المسلمين الشبان بديل مثير عن الإرهاب.
الوضع رهيب لــ «القاعدة»
وقال بول بيلار الذي يدرّس شؤون الإرهاب والشرق الأوسط منذ 3 عقود «الوضع حتى الآن، وأشدد على انه حتى الآن، رهيب بالنسبة الى القاعدة، فالديموقراطية تعتبر أخباراً سيئة للإرهابيين، وكلما سار الناس في قنوات أكثر سلمية تراجعت احتمالات لجوئهم إلى العنف». من جهته، قال الخبير في «الإرهاب» براين فيشمان ان إسقاط حسني مبارك كان هدف أيمن الظواهري منذ أكثر من 20 سنة ولم يتمكن من تحقيق ذلك «والآن فقد تخلص منه تحرك غير عنيف وغير ديني، ومؤيد للديموقراطية، خلال أسابيع».
واذ أشارت الصحيفة إلى ان الزعيم الليبي معمر القذافي يأمر بدفاع دموي عن طرابلس، والرئيس اليمني علي عبدالله صالح يتفاوض للتمسك بالسلطة، رأت ان انعدام النظام قد يوفر ملاذاً آمناً للخلايا الإرهابية، لكن هذا الخطر حال القذافي وصالح دون حصوله.
هزيمة استراتيجية للجهاد
وقال ستيفن سيمون من مجلس العلاقات الخارجية الأميركي «ثمة إفادة للمسلحين في أي مكان عندما يضعف تطبيق القانون والأمن المحلي، لكن التطورات تعتبر هزيمة استراتيجية للجهاد المسلح».
لكن «نيويورك تايمز» نقلت عن أبوخالد، وهو جهادي أردني قاتل في العراق مع أبومصعب الزرقاوي قوله ان «القاعدة» قد تستفيد على المدى الطويل من الآمال المشتتة. وسأل «كم ستكون نسبة التغيير الحقيقي في مصر وغيرها؟ الذين ستخيب آمالهم سيعرفون البديل الوحيد».
وقال مايكل شوير مؤلف كتاب عن حياة بن لادن ان الحماسة بشأن تراجع القاعدة مجرد أمنية، وان الأميركيين أساءوا الحكم على التظاهرات من خلال التركيز على المحتجين العلمانيين الذين يتحدثون الإنكليزية.
ولفت إلى ان آلاف الإسلاميين خرجوا من السجون في مصر وحدها، مضيفاً ان الإطاحة بمبارك، وهو عدو القاعدة، ستحيي التحركات الإسلامية.
إرباكات لإدارة أوباما
واعتبرت الصحيفة انه إذا كانت «القاعدة» تجد نفسها في وضع غير مؤكد الآن، فإن الأمر عينه ينطبق على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ طوال عقد كامل انشغلت أميركا بعالم مسلم كان مصدراً للعنف «الإرهابي»، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت إدارتي أوباما ومن قبله جورج بوش لإقامة علاقات ودية مع أنظمة استبدادية.
ورأت ان المسؤولين الأميركيين يحاولون إدارة الأزمة على أساس يومي، آخذين بعين الاعتبار كيف يفترض بالسياسة الأميركية أن تتأقلم على المدى الطويل.
وقال كريستوفر بوسيك من مركز كارنيغي انه «لا بد من إعادة التفكير في كيفية الالتزام مع هذا الجزء من العالم، فأمننا لم يعد يأتي على حساب الحكم السيئ وانتهاك حقوق الشعوب في تلك البلدان».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق