وشهد السبت 15 يناير/ كانون الثاني الجاري، تسجيل ثلاث حالات على الأقل، لأشخاص قاموا بإشعال النار في أنفسهم، احتجاجاً على ظروفهم المعيشية الصعبة، جراء البطالة وانعدام السكن، أحدهم أب لطفلة، يُدعى محسن بوطرفيف، أشعل النار في نفسه داخل بلدية "بوخضرة"، التابعة لمحافظة "تبسة" الحدودية مع تونس.
وفي أعقاب الحادث، أكدت مصادر لـCNN بالعربية أن المدعو محسن بوطرفيف اتصل صبيحة يوم السبت برئيس بلدية "بوخضرة"، وطلب منه مساعدته في الحصول على عمل، يضمن به لقمة عيشه لأفراد عائلته، غير أن رئيس البلدية، قال له إنه لا يملك مناصب العمل ولا مفاتيح السكن،
فهدد الشاب بحرق نفسه، ثم انصرف ونفذ تهديده وأضرم النار في جسمه ليلفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى الجامعي لمحافظة "عنابة."
وعلى إثر هذه الحادثة، فقد قام أكثر من 100 شخص بحركة احتجاجية غاضبة، تدخلت على إثرها قوات الأمن لتفريق المحتجين، وقد تنقل والي محافظة "تبسة" إلى عين المكان، وقرر توقيف المسؤول المحلي على بلدية "بوخضرة."
وعاشت محافظة "جيجل" الشاطئية، والتي تبعد عن الجزائر العاصمة بنحو 400 كيلومتر شرقاً، ليلة الجمعة أجواءً مشابهة، بعدما حاول المواطن (ح، س) والبالغ من العمر 26 سنة، بوضع حد لحياته على نفس الطريقة، حيث أضرم النار في جسده، بشارع الأمير عبد القادر بوسط مدينة جيجل، في حوالي الساعة التاسعة ليلاً.
ويوجد الشاب حالياً في مستشفى المدينة، حيث يخضع لعلاج مكثف، إلا أن مصادر طبية أكدت لـCNN بالعربية، أنه أُصيب بحروق بليغة من الدرجة الثالثة، وإمكانية تعافيه تعد ضئيلة، بل قد يلفظ أنفاسه قريباً.
أما الحالة الثالثة فقد سجلت في مدينة "برج منايل"، التي تقع في محافظة "بومرداس"، شرقي العاصمة الجزائر، حيث أقدم المدعو (ع. محمد) على إضرام النار في جسده، داخل مقر الدائرة، بعد أن تم إقصاؤه من قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي، ليتم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى المدينة.
وعن تنامي الظاهرة في الجزائر، قال سمير خربوش، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة "بوزريعة" في الجزائر العاصمة، إن "ما عاشته تونس في الأيام الماضية، صار ينظر إليه الجزائريون على أنه أحسن وأفضل وسيلة يقوم بها المواطن لإيصال معاناته ومشاكله الاجتماعية للسلطات العليا، وهذا ما جعلنا نعيش ظواهر جديدة وغريبة في نفس الوقت على مجتمعنا."
وأعرب خربوش، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، عن اعتقاده أن الظاهرة "يجب أن تأخذ محمل الجد، وعلى السلطات الجزائرية إعادة النظر في المشاكل الاجتماعية الكثيرة، التي يعيشها المواطن الجزائري"، بحسب قوله.
وكانت الجزائر قد شهدت اضطرابات عنيفة في وقت سابق من الشهر الجاري، احتجاجاً على ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وخلفت تلك الاضطرابات قتيلين على الأقل، بحسب ما أعلن وزير الداخلية دحو ولد قابلية، بالإضافة إلى ما يزيد على 420 جريحاً، من بينهم 320 من أفراد الأمن والدرك الوطني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق