18‏/12‏/2010

ظاهرة الطفلات الخادمات بالمغرب


عقلية المجتمع المغربي تتعايش مع عمالة الطفلات الصغيرات.

بجسد هزيل ملتحف بأسمال بالية وشعر منكوش ملفوف في منديل وسخ قدمت نجاة إلى العاصمة الرباط وعمرها لا يتجاوز 12 سنة من قرية آيت ورير،جنوبي المغرب، لكي تعيل أسرتها، ظلت تنتقل من أسرة إلى أخرى، خلال فترة عملها ببيوت العاصمة الرباط، طلبا لدراهم معدودة.أحبت الخادمة كأي مراهقة ابن مشغلتها، الذي كان يعاشرها جنسيا. كانت تعتقد، هذه الفتاة القادمة في أعماق الأرياف المغربية، أن ابن مشغلتها، الذي كان يكبرها بـ 8 سنوات يحبها فعلا وينوي الزواج بها. لكن وبعد سنة من علاقتهما بدأت تظهر على الشابة علامات الحمل فأجبرها على إجهاض الجنين، وعمرها لا يتجاوز آنذاك 17 سنة، لتجد نفسها بدون عمل ولا معيل. سوى باب إحدى الجمعيات التي احتضنتها. نجاة نموذج لاستغلال الجنسي، الذي عادة تكون الخادمات ضحية له خاصة مع صغر سنهن، "الخادمات يتعرضن للاستغلال الجنسي، وهناك خادمات يتحولن إلى أمهات عازبات" تقول خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، العضو في الائتلاف من أجل حظر تشغيل الطفلات كخادمات في البيوت.

رواتب هزيلة وساعات عمل طويلة

مشكل الفتيات الخادمات يتجاوز في الغالب الاستغلال الجنسي إلى حد الاستغلال الجسدي والاستغلال المادي، ففي ظل غياب قانون ينظم العمل داخل البيوت، قد يضمن حقوق لخادمات والصغيرات منهن، لا تخضع رواتبهم وعدد ساعات عملهن للمنطق فمعدل رواتبهن قد لا يتجاوز 400 درهم شهريا. الطفلة خديجة، 14 سنة، قدمت من مدينة بركان شرقي المغرب للعمل بالرباط من أجل تحسين مستوى عيش أسرتها، كانت تتقاضى 700 درهم في الشهر مقابل ساعات عمل تتجاوز 12 ساعة متواصلة" كنت أعمل منذ الصباح الباكر، وإلى غاية منتصف الليل" تقول خديجة، التي تركت العمل بعدما مرضت ولم تعتني بها زوجة صاحب المنزل الغنية، لكن " لم تقم صاحبة المنزل بالاعتناء بي رغم أني عملت بذلك المنزل الكبير منذ سنتين" تضيف هذه الشابة بحنق وحرقة.

وإذا كانت مدونة الشغل تمنع منعا قطعيا تشغيل الأطفال مادون سن الخامسة عشرة، كحالة الطفلة خديجة، فإن خديجة الرياضي تعتبر أن عمل الخادمات الصغيرات في حده ذاته أكبر مشكلة، "فهن دون السن القانونية للعمل التي حددتها منظمة العمل الدولية، وهي 15 سنة. وحتى بالنسبة للفئة العمرية ما بين 15 و18 سنة لا يتم إلا في إطار احترام شروط محددة للعمل، تسمح بالنمو، أما أن يكون مخلة بالآداب والأخلاق فهو أمر غير مقبول ويجب أن يعاقب كل من يخرقها". قبل أن تضيف "لا يتم احترام ساعات عمل الطفلات الخادمات، كغيرهن من الخادمات، كما يتم إجبارهن على ساعات كثيرة، فالعمل في البيوت بالمغرب غير مقنن، على عكس بعض الدول التي تقنن ساعات العمل الخادمات والتقاعد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...