6‏/12‏/2010

ويكيليكس مزارا للراغبين في الاطلاع على كواليس العلاقات المغربية


كازاسيتي:

أضحى موقع ويكيليكس مزارا للراغبين في الاطلاع على الكواليس العلاقات المغربية التي وجدت نفسها مكشوفة أمام العالم بعدما حولته الوثائق السرية الأمريكية التي نشرها إلى مرآة لخبايا الأمور التي لا تبرز ضمن البرقيات التي يتم تبادلها بين سفارات واشنطن وكبريات المؤسسات التي تتواجد العاصمة الأمريكية، وذلك بمناسبة أو بدونها.

وثيقة هامة عرضت على ويكيليكس تقول بأن عدد الإسرائيليين الوافدين على المغرب قد وصل إلى 60 ألف فرد، وقد أعلن عن هذا المعطى من قبل مسؤولة قسم المغرب العربي وسوريا ولبنان بالخارجية الإسرائلية أثناء مشاركتها ضمن مؤتمر للأمن النووي احتضنته الرباك صيف هذا العام، وهو الرقم الكبير الذي يثبت ولع الإسرائليين بالمغرب والمغاربة رغم التضييق الذي يفرض تحصلهم على تأشيرة الدخول من المصالح الديبلوماسية المغربية ببلد ثالث، عكس تونس التي تمنح التأشيرات للإسرائيليين فور وصولهم لمطاراتها.

وقالت وثيقة أمريكية أخرى بأن مدير لادجيد، ياسين المنصوري، قد قال في فبراير 2008 أثناء لقاء له مع مسؤول أمريكا للأمن القومي ومحاربة الإرهاب بأن البوليساريو ليست منظمة إرهابية وأن الخطر يأتي من تنامي الإرهاب الذي يجند أعدادا كبيرا من ساكنة مخيمات تندوف ضمن صفوف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قبل أن يضيف بأن المغرب هو الوحيد على التحكم في الوضع دون باقي بلدان المغرب العربي وأن مشكل الصحراء ينبغي حله لنيل أمريكا تعاون أفضل وفعال.

وأوردت إحدى الوثائق بأن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد قطع عهدا على نفسه، أمام المسؤول الأمريكي للأمن القومي وقضايا الإرهاب، بعدم مصافحة ملك المغرب محمد السادس مجدد لأنه، حسب بوتفليقة متباه ومتعال ومفتقر لروح الدعابة عكس أبيه الحسن الثاني وأخيه مولاي رشيد.

وقال بوتفيلقة حسب ذات الوثيقة المحررة من لدن فرينسيس فراغوس تاوسنيد بأن الجزائر لا تنوي الدخول المغرب في أي مناوشة عسكرية كما لن تسمح للبوليساريو بالمحاربة انطلاقا من التراب الجزائري، قبل أن يستدرك بأن أي مواجهة مع المغرب لن تكون بسبب الملف الصحراوي وأن أي حديث عن فتح الحدود لا يمكن أن يقبل دون تسوية النزاع المغربي مع البوليساريو، ويزيد بأن الجزائر تدعم مقترح تقرير المصير ومستعدة للالتزام بأي نتيجة تتمخض عن استفتاء شعبي بالصحراء ودون جعل هذه القضية أولوية جزائرية.

وزاد كبير الحكام الجزائريين تنصيصه على أن الدعم الفرنسي للموقف المغربي بخصوص ملف الصحراء لا يعدو كونه محاباة مرتكزة على العداء التاريخي الواسم للعلاقات الجزائرية الفرنسية بحكم أن هذه الأخيرة لا زالت مصدومة من فقد مستعمرتها الثرية بشمال إفريقيا، وأن الحكومة الإسبانية الاشتراكية مفتقدة للشفافية مع قواد الانفصاليين الصحراويين، هذا قبل أن يحث الأمريكان على التدخل باعتباره الدور الأمريكي قادرا على إيجاد حل للنزاع الترابي بين المغاربة والبوليساريو عوض التصرف المغربي الحالي الذي قال عنه بوتفليقة بأنه يشبه ما قام به صدام حسين بالكويت مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

وضمن وثيقة تجسسية أخرى حررت عام 2005، قال ديبلوماسي أمريكي بأن بوتفليقة قد أبدى غضبا عارما جراء إلغاء القصر الملكي بالمغرب لزيارة كان سيقوم بها وفد يرأسه كبير وزراء الجزائر، إذ قال بوتفليقة بأن المغاربة وافقوا على الزيارة قبل أن يعاودوا بعث برقية إلغاء بعد ساعة من ذلك متذرعين بعدم مناسبة التوقيت لتفعيل لقاء مثمر بين الطرفين، قبل أن يزيد بأن الجزائر ممتنعة عن فتح مركز العقيد لطفي الحدودي مع المغرب للمنافع الاقتصادية الكبيرة التي ستحققها الرباط من ذلك.

وضمن وثيقة من الوثائق الكثيرة على ويكيليكس قيل من لدن ديبلوماسي أمريكي بأن الجزائر لا زالت آملة في إحياء مخطط جيمس بيكر بخصوص الصحراء رغم التأكيد الأممي على عدم إمكانية تطبيقه على أرض الواقع، وأن ذات الحكومة التي تسوق لمواقف ساكن قصر المرادية تجعل من موضوع انفصال الصحراء أول قضية تعمل عليها وسط شكوك في القدرة على التحكم في العداء المتنامي الذي تعبر عنه البوليساريو تجاه كل ما هو مغربي، قبل أن تختتم الوثيقة بحث الخارجية على إفهام الجزائرين الرغبة الملحة في طي ملف التحرش مع المغرب ضمن نزاع طال أمده أكثر من اللازم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...