9‏/12‏/2010

إبقاء الذهن منشغلاً أفضل علاج للاكتئاب

لندن: أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة أرشيف الطب النفسي، أن مرضي الاكتئاب الذين خضعوا لعلاج يتضمن إبقاء الذهن منشغلاً، تحسنوا تماماً مثل أولئك الذين تناولوا أدوية مضادة للاكتئاب، وأفضل من الذين تناولوا علاجاً وهمياً.
وتعني هذه النتائج أن العلاج بإبقاء الذهن منشغلاً يعد فعالاً في حالات الاكتئاب، كما أنه مفيد في الوقاية من الانتكاس والعودة من الاكتئاب. وهذا النوع من العلاج يشير عموماً إلى مفهوم الانشغال في اللحظة الحاضرة، وهى ممارسة تعود إلى قرون خلت ضمن تقاليد التأمل البوذية.
ويتضمن العلاج بانشغال الذهن التأمل والتركيز على مساعدة المرضي لمراقبة مشاعرهم وأفكارهم بطريقة تتيح لهم التفاعل معها بشكل مختلف، وفقاً لما يؤكده زيندل سيجال من مركز الإدمان والصحة العقلية، في تورونتو بكندا، طبقاً لما ورد بجريدة "الزمان".
وأضاف سيجال أن هذا النوع من العالج "يشبه الذهاب الي صالة الألعاب الرياضية وتمرين العضلات، إلا أنه في علاج انشغال الذهن فان الشخص يمرن دماغه ليساعده على الفهم والتحكم بالمشاعر".
ووجود هذا البديل للأدوية العقلية أمر بالغ الأهمية لأن ما يصل إلى نحو 40% من الأشخاص الذين يخرجون من الاكتئاب لا يأخذون مضادات الاكتئاب المقررة لتفادي انتكاستهم، رغم توصيات الأطباء.
وأكد سيجال أن المشكلة الوحيدة في العالج بإشغال الذهن هو أن بعض الأشخاص قد لا يجدون الوقت للتأمل والتفكير، إذ أن على المرض توفير نحو 30 إلى 40 دقيقة يومياً للقيام بالتأملات، ووفقاً لنوع خاص من هذا النظام وكان باحثون بريطانيون قد توصلوا إلى أن الأشخاص الذين يفرطون في التفكير لدي اتخاذهم قرارات في شؤون حياتهم تكون ذاكرتهم ضعيفة، وربما يعانون من الاكتئاب.
وطلب فريق بحث من 32 متطوعاً إتخاذ قرارات صعبة بالنظر إلى صورتين متشابهتين سوداء ورمادية وتحديد الصورة التي فيها نقطة أفتح، ثم طلب منهم تحديد مدي ثقتهم في صواب أجوبتهم من 1 إلى6، ورغم أنه من الصعب تحديد الفرق إلا أن الصورتين عدلتا بحيث تتساوي فيهما إمكانية الحصول على الجواب الصحيح. وتبين أن الذين كانوا أكثر ثقة في أجوبتهم كان عدد الخلايا في الفص الأمامي من مخهم أكبر من الذين لم يكونوا علي نفس المستوي من الثقة، وهذا الجزء من المخ مرتبط بأمراض نفسية وعقلية من بينها التوحد.
وهذه الدراسة هى الأولى التي تظهر وجود اختلافات فسيولوجية بين الناس من حيث حجم هذه المنطقة من الدماغ، وأن هذا الاختلاف متعلق بمدي امعان الناس في التفكير في قراراتهم.
ويأمل الباحثون أن تساعد دراسة هذا الجزء من نشاط المخ في علاج بعض الأمراض النفسية، كتحسين قدرة المرضي على إدراك معاناتهم من المرض وتذكر تناول الدواء في موعده المحدد، كما تقول دكتورة ريمونا فيل من معهد الأعصاب بجامعة لندن المشاركة في الدراسة، غير أن الإفراط في التفكير قد لا يكون أمراً جيداً على الإطلاق.
وأكدت الدكتورة تريسي ألوواي من جامعة ستيرلنج البريطانية التي لم تشارك في الدراسة السابقة، أن بعض الناس يميلون إلى الانكفاء للتفكير، وقد يؤدي هذا إلى الاكتئاب. ففي دراسة مستقلة قام باحثون بدراسة ما يعرف بامتلاك الذاكرة "الفعالة" أي القدرة علي تذكر معلومات لفترة قصيرة، والقيام بشيء يخص هذه المعلومة أثناء تذكرها، مثل تذكر المكان الذي رأيت فيه بعض الأشكال والألوان، والاجابة عن أسئلة تطالبك بوصفها.
ووجدت الدراسة أن أولئك الذين يعانون من ضعف الذاكرة الفعالة، أي ما يوازي 10 ـ 15% من أفراد العينة والذين لم يتمكنوا من تذكر أكثر من شيئين فقط هم ممن يميلون إلى الإفراط في التفكير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...