7‏/12‏/2010

اكتشاف علميّ يعزّز احتمال وجود أشكال أخرى للحياة على الكواكب


اكتشاف علميّ يعزّز احتمال وجود أشكال أخرى للحياة على الكواكب
بات واضحًا أن الاكتشاف الذي توصل إليه العلماء ومفاده وجود شكل جديد من أشكال الحياة، يعكس محدودية ما يُعرف عن تنوّع أشكال الحياة على الأرض. وقد يُوسّع الاكتشاف المدويّ نطاق البحث في نظريات تقول بوجود حياة أخرى على الكواكب والأقمار.

واشنطن: أعلن فريق من العلماء العثور على شكل جديد من أشكال الحياة في قاع بحيرة في ولاية كاليفورنيا.

ولعلّ هذا الشّكل الجديد أغرب الكائنات العضوية التي تتعايش جنبًا إلى جنب مع أشكال الحياة كما نعرفها، فهو نوع من البكتريا يستخدم الزرنيخ لصنع الحمض النووي والبروتينات.

ويستطيع هذا النوع من البكتيريا أن يستعيض بالزرنيخ عن الفوسفور الذي يعتبر احد اللبنات الست لبناء أشكال الحياة المعروفة ودمج هذا السم الشديد الفاعلية في المادة الوراثية.

والمعروف أن الزرنيخ يسمم غالبية الكائنات العضوية المعروفة لأسباب منها قدرته على محاكاة الخواص الكيماوية للفوسفور وبذلك تمكين السم من تعطيل النشاط الخليوي.

ولكن النوع الجديد من البكتريا الذي عُثر عليه لا يتحمل درجات تركيز عالية من الزرنيخ فحسب بل انه في الواقع يدمج مادته الكيمياوية السامة بخلاياه، كما يقول الباحثون الذي نشروا دراستهم في مجلة "ساينس" العلمية.

وتمكن العلماء من تنمية البكتريا في صحون مخبرية واستعاضوا خلال العملية عن ملح الفوسفات تدريجيا بالزرنيخ. وفي النهاية تمكنت البكتريا من النمو دون فوسفور على الإطلاق.

وتابع العلماء الزرنيخ أثناء تحوّله إلى جزء من الآلية الكيماوية الحياتية الضرورية، بما في ذلك إنتاج بروتينات وأغشية خليوية وحمض نووي.

ويفرض اكتشاف النوع الجديد من البكتريا التي تستخدم الزرنيخ للنمو إعادة النظر في ما يشكل العناصر الأساسية الستة لنشوء حياة وهي الكربون والهيدروجين والأزوت والاوكسجين والفوسفور والكبريت.

إذ كان يُعتقد في السابق أن بيئة يكثر فيها الزرنيخ بهذه القدر ستكون سامة بحيث لا يمكن لأي شكل من أشكال الحياة أن يصمد فيها.

وتطرح القدرة على البقاء والنمو في هذه البيئة القاسية إمكانية وجود حياة مماثلة في كواكب أخرى لا تتمتع بالأجواء والظروف المناسبة للحياة التي تتوفر في كوكب الأرض.

وكان العلماء يأملون بالعثور على دليل يثبت أن العالم قبل أن يسود شكل الحياة الذي نعرفه اليوم، شهد في الحقيقة منشأ مستقلاً آخر للحياة.

وفي هذا الشأن، قال بول ديفيز الذي شارك في إعداد الدراسة انه إذا نشأت حياة مرتين في كوكب واحد فالمؤكد أن تكون قد نشأت في كواكب أخرى في أنحاء الكون.

ويعتقد العلماء أن لاكتشاف النوع الجديد من البكتريا دلالات بالغة الأثر بالنسبة إلى البحث عن حياة خارج الكرة الأرضية لأنه يشير إلى أن الحياة أكثر قدرة على التكيف مما كان يُعتقد في السابق ويمكن أن تنمو حتى في كواكب ذات بيئة قاسية ومعادية.

وقالت الدكتورة فيليسا وولف سايمون من جامعة ولاية اريزونا، التي قادت فريق الباحثين:"إن اكتشافنا تذكير بأن الحياة كما نعرفها يمكن أن تكون أكثر مرونة مما نفترضه أو نتصوره عمومًا".

وتساءلت إذا كان كائن عضوي يستطيع أن يفعل شيئًا مفاجئًا كهذا "فما الذي يمكن أن تفعله الحياة غير ذلك مما لم نعرفه عنها حتى الآن؟"

وقال الدكتور لويس دارتنيل من مركز علوم الكواكب في لندن أن قدرة هذه الكائنات العضوية على استخدام الزرنيخ في عمليات التمثيل تؤكد أن هناك أشكال حياة أخرى غير الأشكال التي نعرفها.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن دارتنيل قوله إنها مخلوقات غريبة "ولكنهم غرباء يشاطروننا بيتنا".

ويعتقد علماء في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن المخلوق يثبت وجود شكل آخر من أشكال الحياة يمكن أن يزدهر في عموم الكون.

وترتبط هذه القناعة برأي يقول إن حياة أخرى ليست نادرة الوجود بل توجد بوفرة في الكون ولكن بشكل لا نستطيع التعرف عليه بوصفه حياة.

ويسند الاكتشاف الجديد إلى نظرية العالم البريطاني بول ديفيز القائلة إن حياة أخرى ربما كانت موجودة تحت أنوفنا أو حتى داخلها ولكن بشكل لا نميزه أو نعرفه.

وتحدث البروفيسور ديفيز عن حياة "غريبة" أو حياة "ظل" توجد متزامنة مع حياتنا ولكن في بيئات قاسية مثل قيعان البحيرات أو البحار والصحارى والكهوف.

وتقوم نظرية العالم البريطاني على الرأي القائل إن الحياة على الأرض ربما نشأت وانتهت عدة مرات خلال وجود الكوكب.

بدأت الحكاية خلال مناقشة جرت منذ بضع سنوات بين ثلاثة علماء حول إمكانية وجود أشكال مختلفة للحياة تحكمها قوانين بيولوجية غير معروفة.

ونشر ثلاثة علماء هم فيليسا وولف سايمون أستاذة الإحياء الفلكية في معهد الجيوفيزياء الأميركي وارييل انبار من جامعة اريزونا (جنوب غرب) والباحث بول ديفيز، العام 2009 أعمالاً تطرح إمكانية أن يكون الزرنيخ بديلاً للفوسفور ( القريب منه في التاريخ الزمني للعناصر) في أشكال بدائية للحياة على الأرض.

وعلى الأثر توجهت فيليسا لاختبار نظريتها إلى بحيرة مونو في كاليفورنيا التي يوجد بها اكبر تركيز للملح والزرنيخ حيث استخرجت عينات من قاعها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...